4 مايو 2008

تلوث الهواء داخل المنازل


كلنا يعي أضرار تلوث الهواء على صحة البشر وخاصة على الأطفال، كما نعلم أن الرفاهية التي نعيشها خاصة في المدن الكبيرة كان له ضريبة على صحة الإنسان وسلامته والتي منها تلوث الهواء جراء انبعاث الملوثات الهوائية من المصانع والمركبات ومن مصادر أخرى.
وهذا يقودنا أيضا لرغبتنا العيش في المناطق الريفية أو في الأحياء الهادئة بعيدة عن صخب المدن والمراكز الصناعية إلا أنه في أغلب الأحوال ولمتطلبات الحياة يحول علينا من تحقيق ذلك.
تعتبر القضايا البيئة من القضايا العصرية والتي تأخذ حيز من الاهتمام على المستوى السياسي والاقتصادي وكذلك على مستوى الفرد، يشمل ذلك تحديد المشاكل الناتجة من التلوث ووسائل مراقبتها والحلول.
الوعي البيئي لدى الفرد يعتبر أحد الوسائل الفاعلة للحد من مشاكل التلوث، وكل ما زاد الوعي في المجتمعات كلما شكل ضغوطاً على أصحاب المصالح التجارية من مصنعين ومنتجين للتقيد بالضوابط البيئية التي تقرها الهيئات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية.
وأجد نفسي وبخبرتي البسيطة أطل عليكم أخوتي بعدة مقالات بيئية علمية في محتواها ومهمة في مضمونها لعلي أكون ضمن منظومة الساعين للمحافظة على البيئة في وطننا الغالي.
في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد أهم القضايا البيئة في تلوث الهواء وهو التلوث داخل المنازل، نعم داخل المنازل.
في البداية يقصد بتلوث الهواء داخل المنازل بالغازات الناتجة من مصادر داخل المنزل وتستوطن ويزداد تركيزها داخل المنزل ويكون أفراد الأسرة أكثر تعرضاً من هذه الملوثات والتي في الغالب تكون قليلة التركيز ولكن تكمن خطورتها في طول فترة التعرض لمثل هذه الملوثات.
ولعلنا في البداية نتجول داخل المنزل لمعرفة ماهية هذه الملوثات ومصادرها لنتعلم كيفية التعامل معها.
يوجد العديد من مصادر تلوث الهواء في المنازل، يشمل ذلك مصادر الاحتراق مثل غاز الأفران (البوتاجاز) في المطبخ، والفحم أو الحطب كوسائل تدفئة في الشتاء في بيت الشعر، والتدخين في جميع أرجاء المنزل. ومن المصادر أيضاً الغازات الناتجة من مواد البناء والأثاث والسجاد بأنواعه. كذلك من المصادر الملوثة، المنتجات الخاصة بتنظيف المنزل أو الصيانة أو المنتجات الخاصة بالعناية بالجسم وكذلك المبيدات الحشرية المستخدمة. وكذلك أجهزة التكيف سواء المركزية أو وحدات التبريد المستقلة، بالإضافة إلى إشعاعات الرادون المنبعثة من باطن الأرض.



أغلب هذه الملوثات تتمثل على هيئة معلقات هوائية أو ما يسمى (Particulates)، وقد يكون غازات أو ما يطلق عليها (Fumes). وقبل التحدث عن أضرار هذه الملوثات أود أن أؤكد لكم أن هذه الملوثات يمكن التحكم بها أوالحد من أثرها متى عرفنا كيفية عملها وسبل التعامل معها.
يعتبر دراسة ملوثات الهواء داخل المنازل أو المكاتب أو المباني المغلقة علم مستقل يعرف بعنوان مميز يطلق عليه "جودة الهواء داخل المباني" أو يطلق عليه مصطلح (Indoor Air Quality ) ويختصر بثلاثة حروف (AIQ)، وبمجرد البحث في الإنترنت عن هذا المصطلح تجد الكثير من المقالات بهذا الشأن منه ما هو اجتهاد شخصي ومنها ما هو صادر من مؤسسات حكومية معتمدة مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية (USEPA).
الآثار الصحية الناجمة من تلوث الهواء داخل المنازل قد تكون مباشرة بعد التعرض لمصدر تلوث محدد مثل الحساسية في العيون أو الأنف أو الحلق. أيضا التعرض لصداع أو دوار أو إعياء. في غالب الأحيان مثل هذه الآثار الصحية تزول بزوال مصدر التلوث، ولكن يتباين مدى التأثير الصحي من شخص لشخص تعتمد على مدى حساسيته للتلوث وكذلك العمر والتاريخ المرضي له.
الآثار الصحية على المدى البعيد قد تظهر بعد عدة سنوات من التعرض للملوثات وتتمثل في أمراض ذات علاقة بالتنفس أو أمراض قلب وقد يكون أمراض سرطانية لا قدر الله.
إن شاء الله الأمر لا يدعو للقلق متى توفر الاهتمام بسلامة المنزل من الناحية الصحية والتي أوجز أهمها لكم في ثلاثة محاور هي:
- المحول الأول: التحكم بمصدر التلوث، وذلك بمنع انبعاث الغازات من تلك المصادر أو الحد منها كتقليل من استخدام الملطفات الجوية ومواد التنظيف للحد الأدنى وخاصة المبيدات الحشرية.
- المحور الثاني: تحسين آلية التهوية في المنزل، وذلك بهدف التقليل من تركيز الملوثات الهوائية بإدخال هواء جديد من خارج المنزل، كفتح النوافذ خاصة ساعات الصباح الأولى، وتعتبر المكيفات الصحراوية في المناطق الجافة أحد أهم الوسائل في التهوية بينما تعتبر المكيفات العادية المتهم الأول في توطين الملوثات حيث يعتمد على تدوير الهواء الداخلي ولا يسمح بالتجديد ومع ذلك كثير منا يلاحظ أن أغلب مكيفات الشباك يوجد بها مفتاح للتهوية يسمح مرور كمية من الهواء الخارجي عبر قناة التبريد، وأنصحكم بالحرص على تنفيذ ذلك.
- المحور الثالث: منظفات الهواء، وهي عبارة عن أجهزة يتم تركيبها داخل المنزل تقوم بفلترة الهواء الداخلي ومنها صغير الحجم وبسيط في آلية عمله ومنه ما يكون نظام متكامل للمنزل ككل. هذه الأجهزة عامة ذات كفائة عالية لإزالة الأتربة والمعلقات الهوائية ولكن غير فعالة للغازات الملوثة.
وفي الختام أرجو السلامة للجميع والحرص على الحد من استخدام المواد الكيميائة أو الإسراف فيها بهدف نظافة المنزل أو العناية بأفراد الأسرة والبحث عن وسائل أكثر سلامة وأقل خطورة على صحة البشر.

ليست هناك تعليقات: