22 مايو 2008

Right to know


قانون "من حقي أن أعلم ماذا يحدث من حولي"

عنوان غريب لترجمة معنى عبارة مشهورة باللغة الإنجليزي تحمل في طياتها معاني كثيرة، ونتج منها فروع كثيرة وهي عبارة "Right to know"، فيا ترى ما هذه العبارة؟ وما مدى قوتها وتأثيرها على صناع القرار والشركات المؤسسات الحكومية؟.

في البداية لعلنا نختزل عبارة "Right to Know" بعبارة عربية لنتداولها معاً في هذه المساحة من تواصل، فلعلنا نطلق عليها عبارة "حقوق المعرفة".

"حقوق المعرفة" عبارة عن مبادئ قانونية تمنح الحق لكل فرد من معرفة المخاطر الكيميائية والتي تهدد سلامته أو صحته التي يتعرض لها في حياته اليومية في العمل

"حقوق المعرفة" نشأت بدايات هذه المفاهيم من إدارة الصحة والسلامة المهنية بالولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حول حقوق الموظفين لمعرفة نوع المواد الخطرة التي يتعرضون لها أثناء عملهم ومعرفة مدى تأثيرها عليهم، وما هي الاحتياطات الواجب تنفيذها للحد من تلك الآثار.

تطورت هذه المبادئ ونتج من سن العديد من القوانين البيئة للسلامة المهنية، وتعدى الأمر إلى أن تكوين قانون آخر عن "حقوق المعرفة" للمجتمعات التي تعيش بالقرب من المرافق الصناعية التي تتعامل مع مثل هذه المواد الكيميائية، حيث يتطلب على تلك المرافق الصناعية نشر معلومات عن الملوثات التي تنتجها في الهواء الذي يتنفسونه والماء الذي يشربونه، فقد تبلورت حقوق المجتمعات بعد كارثة مدينة بوبال بالهند عام 1984م.

حدثت كارثة بوبال في الساعات الأولى من يوم 3/12/1984م حيث تسرب 40 طن من غاز ميثيل أيزوسيانيت (C2H3NO) السام من مصنع يونيون كاربيد الأمريكية الواقعة في قلب المدينة مما سببت في قتل 3.000 من البشر القريبين من المصنع، وتجاوز عدد القتلى إلى 8.000 خلال أسبوعين من الحادثة، و 15.000 خلال الشهر الأول وقد تنامى عدد القتلى والمصابين إلى أرقام كبيرة جداً. هذه الكارثة حركة المنظمات الأمريكية لسن قانون "حقوق المعرفة" للمجتمعات شأنها شأن "حقوق المعرفة" للموظفين.

ما دعاني لكتابة هذه السطور، هو ما وردنا من تعميم عبر البريد الإلكتروني من الإدارة العامة للموارد البشرية في 15/5/2008م، بشأن توضيح الآثار الصحية الناتج من جهاز الحضور والانصراف بواسطة البصمة حيث تم إرفاق شرح حول عمل الجهاز والمخاطبات التي تمت بين الهيئة والشركة لتفنيد ما تم تداولوه في الصحف بأن أجهزة (البصمة) تستخدم أشعة (إكس)، وأنها ناقلة للأمراض الوبائية.

وبرأيي هذا هو المنطق من ناحية تعامل إدارة الموارد البشرية مع هذه القصة وصحيح أن يطبق الموظفين مبادئ "حقوق المعرفة" للتأكد أن تلك الأجهزة أو غيرها لا تؤثر صحتهم ، فشكراً لزملائنا وزميلاتنا في الموارد البشرية وشكرا لكم أنتم قراء هذه المقالة.

وبالمحبة نلتقي

9 مايو 2008

العالم يتحدث عن البيئة

كثر الحديث عن المحافظة على البيئة وأهمية ذلك، كما كثر الحديث في الأوساط الإعلامية العالمية والمحلية عن نتائج إهمالنا للبيئة، ونسمع بين الحين والآخر بوجود شواهد عن ارتفاع درجة حرارة الأرض أو ما يطلق عليه (Global Warming)، وأن هذا نتاج من كثرة الأنشطة الصناعية في العالم وما تسببه من إنتاج ملوثات في الهواء سببت في حدوث ظاهرة عالمية تسمى الاحتباس الحراري.
وبدل من الدخول في دهاليز عملية الاحتباس الحراري ونتائجه (قد نفرد لها مقال آخر)، لعلنا نبحث لماذا كل هذا الاهتمام العالمي في المحافظة على البيئة وتدشين أكبر حملة للتوعية البيئية على مستوى العالم، وتقديم المبادرات التي تحد من إنبعاثات الملوثات.
إن استمرار ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية سوف تسبب في الكثير من الآثار البيئية السلبية على السواحل وصحة الإنسان والتنوع الحيوي في المناطق وعلى الأمن الغذائي. فعلى سبيل المثال يتوقع العلماء أن ينتج من تلك الآثار ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات مما ينتج عنه تدهور شواطئ الجزر الصغيرة، وضمور في الشعب المرجانية. كذلك حدوث فيضانات وتقلبات في الجو وكثرة الأعاصير، بشكل عام يمكن أن يسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض اضطراب في المنظومة المناخية للكرة الأرضية تنعكس سلباً على الكرة الأرضية ومن عليها من كائنات حية أو جماد.
ومن هذه الحقائق تسعى الدول في الحد من انبعاث الملوثات الناتجة من أنشطتها الصناعية خاصة ملوثات الهواء، ومن حقيقة أن تلوث الهواء لا يعترف بالحدود السياسية للدول عند انتشاره فآثره قد تكون في بلدان أخرى، نتج عنها العديد من الاتفاقات الدولية وتأسيس العديد من المنظمات البيئية محلية ودولية وتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج البيئية ومنها حملة ساعة الأرض التي انطلقت عام 2007م في إطار التوجه العالمي للتصدي للتغيرات المناخية من خلال إطفاء آلاف الأضواء تضامنا مع الأرض في ساعتها لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعزى سببها إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، هذه الساعة محددة مساءً تكون في آخر يوم سبت من شهر مارس كل عام حيث شارك العديد من عواصم العالم فيها كان آخرها إمارة دبي.
في دولتنا الحبية جهود كبيرة للمحافظة على البيئة ونتميز عن غيرنا من الدول العربية تعدد الجهات المعنية بهذا الأمر ولكن كوننا نطمح للأفضل أتمنى أن نعزز تلك الجهود من الجانب الاجتماعي وعلى نطاق العمل. فكل جهاز حكومي أو قطاع خاص عليه تبني مبادرات للحد من انبعاث الملوثات ولو بترشيد الطاقة وليس بالضرورة في ساعة الأرض.
كما أتنمى أن تساهم هيئتنا الموقرة بتبني بعض المبادرات للمحافظة على البيئة وهي السباقة في المبادرات كترشيد استخدام الطاقة أو التعاقد مع شركات إعادة تدوير الورق أو تنفيذ حملات توعية بيئية لمسئوليها أو جميع ما سبق.

وفي الختام أترككم مع الرابط التالي من موقع
 (National Geographic) 
لمعرفة الآثار المتوقعة من ارتفاع درجة حرارة الأرض على الغابات والصحة والمجتمعات ومصادر المياه العذبة

4 مايو 2008

تلوث الهواء داخل المنازل


كلنا يعي أضرار تلوث الهواء على صحة البشر وخاصة على الأطفال، كما نعلم أن الرفاهية التي نعيشها خاصة في المدن الكبيرة كان له ضريبة على صحة الإنسان وسلامته والتي منها تلوث الهواء جراء انبعاث الملوثات الهوائية من المصانع والمركبات ومن مصادر أخرى.
وهذا يقودنا أيضا لرغبتنا العيش في المناطق الريفية أو في الأحياء الهادئة بعيدة عن صخب المدن والمراكز الصناعية إلا أنه في أغلب الأحوال ولمتطلبات الحياة يحول علينا من تحقيق ذلك.
تعتبر القضايا البيئة من القضايا العصرية والتي تأخذ حيز من الاهتمام على المستوى السياسي والاقتصادي وكذلك على مستوى الفرد، يشمل ذلك تحديد المشاكل الناتجة من التلوث ووسائل مراقبتها والحلول.
الوعي البيئي لدى الفرد يعتبر أحد الوسائل الفاعلة للحد من مشاكل التلوث، وكل ما زاد الوعي في المجتمعات كلما شكل ضغوطاً على أصحاب المصالح التجارية من مصنعين ومنتجين للتقيد بالضوابط البيئية التي تقرها الهيئات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية.
وأجد نفسي وبخبرتي البسيطة أطل عليكم أخوتي بعدة مقالات بيئية علمية في محتواها ومهمة في مضمونها لعلي أكون ضمن منظومة الساعين للمحافظة على البيئة في وطننا الغالي.
في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد أهم القضايا البيئة في تلوث الهواء وهو التلوث داخل المنازل، نعم داخل المنازل.
في البداية يقصد بتلوث الهواء داخل المنازل بالغازات الناتجة من مصادر داخل المنزل وتستوطن ويزداد تركيزها داخل المنزل ويكون أفراد الأسرة أكثر تعرضاً من هذه الملوثات والتي في الغالب تكون قليلة التركيز ولكن تكمن خطورتها في طول فترة التعرض لمثل هذه الملوثات.
ولعلنا في البداية نتجول داخل المنزل لمعرفة ماهية هذه الملوثات ومصادرها لنتعلم كيفية التعامل معها.
يوجد العديد من مصادر تلوث الهواء في المنازل، يشمل ذلك مصادر الاحتراق مثل غاز الأفران (البوتاجاز) في المطبخ، والفحم أو الحطب كوسائل تدفئة في الشتاء في بيت الشعر، والتدخين في جميع أرجاء المنزل. ومن المصادر أيضاً الغازات الناتجة من مواد البناء والأثاث والسجاد بأنواعه. كذلك من المصادر الملوثة، المنتجات الخاصة بتنظيف المنزل أو الصيانة أو المنتجات الخاصة بالعناية بالجسم وكذلك المبيدات الحشرية المستخدمة. وكذلك أجهزة التكيف سواء المركزية أو وحدات التبريد المستقلة، بالإضافة إلى إشعاعات الرادون المنبعثة من باطن الأرض.



أغلب هذه الملوثات تتمثل على هيئة معلقات هوائية أو ما يسمى (Particulates)، وقد يكون غازات أو ما يطلق عليها (Fumes). وقبل التحدث عن أضرار هذه الملوثات أود أن أؤكد لكم أن هذه الملوثات يمكن التحكم بها أوالحد من أثرها متى عرفنا كيفية عملها وسبل التعامل معها.
يعتبر دراسة ملوثات الهواء داخل المنازل أو المكاتب أو المباني المغلقة علم مستقل يعرف بعنوان مميز يطلق عليه "جودة الهواء داخل المباني" أو يطلق عليه مصطلح (Indoor Air Quality ) ويختصر بثلاثة حروف (AIQ)، وبمجرد البحث في الإنترنت عن هذا المصطلح تجد الكثير من المقالات بهذا الشأن منه ما هو اجتهاد شخصي ومنها ما هو صادر من مؤسسات حكومية معتمدة مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية (USEPA).
الآثار الصحية الناجمة من تلوث الهواء داخل المنازل قد تكون مباشرة بعد التعرض لمصدر تلوث محدد مثل الحساسية في العيون أو الأنف أو الحلق. أيضا التعرض لصداع أو دوار أو إعياء. في غالب الأحيان مثل هذه الآثار الصحية تزول بزوال مصدر التلوث، ولكن يتباين مدى التأثير الصحي من شخص لشخص تعتمد على مدى حساسيته للتلوث وكذلك العمر والتاريخ المرضي له.
الآثار الصحية على المدى البعيد قد تظهر بعد عدة سنوات من التعرض للملوثات وتتمثل في أمراض ذات علاقة بالتنفس أو أمراض قلب وقد يكون أمراض سرطانية لا قدر الله.
إن شاء الله الأمر لا يدعو للقلق متى توفر الاهتمام بسلامة المنزل من الناحية الصحية والتي أوجز أهمها لكم في ثلاثة محاور هي:
- المحول الأول: التحكم بمصدر التلوث، وذلك بمنع انبعاث الغازات من تلك المصادر أو الحد منها كتقليل من استخدام الملطفات الجوية ومواد التنظيف للحد الأدنى وخاصة المبيدات الحشرية.
- المحور الثاني: تحسين آلية التهوية في المنزل، وذلك بهدف التقليل من تركيز الملوثات الهوائية بإدخال هواء جديد من خارج المنزل، كفتح النوافذ خاصة ساعات الصباح الأولى، وتعتبر المكيفات الصحراوية في المناطق الجافة أحد أهم الوسائل في التهوية بينما تعتبر المكيفات العادية المتهم الأول في توطين الملوثات حيث يعتمد على تدوير الهواء الداخلي ولا يسمح بالتجديد ومع ذلك كثير منا يلاحظ أن أغلب مكيفات الشباك يوجد بها مفتاح للتهوية يسمح مرور كمية من الهواء الخارجي عبر قناة التبريد، وأنصحكم بالحرص على تنفيذ ذلك.
- المحور الثالث: منظفات الهواء، وهي عبارة عن أجهزة يتم تركيبها داخل المنزل تقوم بفلترة الهواء الداخلي ومنها صغير الحجم وبسيط في آلية عمله ومنه ما يكون نظام متكامل للمنزل ككل. هذه الأجهزة عامة ذات كفائة عالية لإزالة الأتربة والمعلقات الهوائية ولكن غير فعالة للغازات الملوثة.
وفي الختام أرجو السلامة للجميع والحرص على الحد من استخدام المواد الكيميائة أو الإسراف فيها بهدف نظافة المنزل أو العناية بأفراد الأسرة والبحث عن وسائل أكثر سلامة وأقل خطورة على صحة البشر.