وقبل أن نتمعن في مشاكل تلوث الهواء، لنعود قليلاً لنتعرف ماذا نقصد أصلا بجودة الهواء؟ وما هي تلك المؤشرات لجودة الهواء؟ وهو عنوان هذه المقالة.
لا تكاد تخلو منطقة حضرية أو ريفية من ملوثات الهواء سواء كانت أبخرة، أو جزيئات صلبة عالقة في الجو أو مركبات كيميائية تتفاعل وتتأثر بعوامل أخرى وتؤثر على صحة الإنسان؛ تلك الملوثات تستخدم الهواء كناقل لها فبالتالي فإن رئة الإنسان أكثر عرضة من غيرها للتأثر بتلك الملوثات.
حدد العلماء مجموعة من الملوثات الهوائية الرئيسة والتي إن وجدت في الغلاف الجوي بتركيزات أعلى من المقاييس المعتمدة تعتبر ملوثات ضارة بصحة الإنسان أهمها: أكاسيد النيتروجين (NOx)، وثاني أكاسيد الكبريت (SO2)، والمعلقات الهوائية (PM10)، وغاز الأوزون (O3). ولكن، من الملاحظ على تلك الملوثات، أنها تتفاوت في درجة خطورتها من حيث تركيزها في الغلاف الجوي، فعلى سبيل المثال فإن حدود تركيز أكسيدات النيتروجين المسموح بها في الهواء يجب ألا تتجاوز 660 ميكروجرام/م3، بينما هي 340 ميركوجرام/م3 بالنسبة للمعلقات الهوائية.
والآن وبعد هذه الرحلة العلمية (قد تكون مملة) نجد مدى أهمية جودة الهواء وأهم من ذلك أنه من حق المجتمعات معرفة تركيز ملوثات الهواء في الجو لتعامل معها من خلال المساهمة في الحد من مصادر التلوث أو تحديد الأوقات المناسبة لممارسة النشاطات الخارجية.
بقي أن أختم أن مفهوم مؤشر جودة الهواء ليس بالحديث في الدول المتقدمة ويتم الآن التنبؤ بمؤشرات جودة الهواء في المدن العامة مستفيدين من الخبرات الفنية والبيانات عن تركيز الملوثات والأرصاد الجوية المتراكمة لديهم.
وفي الختام يجب أن نعلم أن من سار على الدرب وصل وبالعمل الجاد كل شيء ممكن ولا يعيبنا عدم تبني مثل هذه المفاهيم إذا بدأنا بالعمل، والله ولي التوفيق.
وبالمحبة نلتقي